معين برس : سلام الشماغ : في عملية تسجل ايجابا للديمقراطية البحرينية المعروفة بنظامها الملكي من جانب, ومن آخر لتشجيعها حضور المرأة البحرينية وهو ما يعتبر في قائمة النادر في دول الخيج تحديدا..
شهد الترشيح للانتخابات النيابية والبلدية في مملكة البحرين التي ستجرى في 24 من نوفمبر القادم إقبالا نسائيا لافتا عكسته الأرقام الأولية التي أعلنتها اللجان الإشرافية بالمحافظات الأربع، حيث أشارت إلى ترشّح 50 امرأة بما نسبته 12 بالمئة من إجمالي عدد المترشحين المقبولين والذي يناهز 431 مترشحا.

هذا الرقم وقبل ان يتم وصفه بالديمقراطية الإيجابية, يمكن القول بانه قفزة في عدد المترشحّات لخوض السباق الانتخابي الذي ارتفع بنسبة 56 بالمئة قياسا بعدد المترشحات للانتخابات السابقة في العام 2014 والتي بلغ 32 مترشحة، وقد اعتبر الرقم آنـذاك، بحدّ ذاته رقما قياسيا.

متابعون ومهتمون بالشأن البحريني ومن خلال رصدهم ومتابعهم لمجريات التسجيل وجدوا في مثل هذه الأرقام إقبالا واضحا للمرأة البحرينية على المشاركة في الحياة السياسية سعيا لترسيخ دورها في إدارة الشأن العام مسايرة للتطوّر الملموس في أوضاعها، وخصوصا التوسّع في استفادتها من التعليم بمختلف درجاته.

هدى إبراهيم المحمود – مرشحة الدائرة الثانية في المحرق- قالت ” المرأة البحرينية مُنحت الحق في الانتخاب والتصويت في نطاق العملية الإصلاحية الجارية بالمملكة، وتقدمت للترشح منذ الدور التشريعي الأول في العام 2002، وكان دافعها ممارسة الحق الذي تمتعت به واستحقته بجدارة، بالإضافة إلى تميزها في مجال التعلم والعمل وشغلها للكثير من المناصب القيادية في مجال الأعمال”.

وتضيف “رغم أنّ مشاركة المرأة في انتخابات سابقة لم تكن مشجّعة من حيث النتائج، إلاّ أن التزايد في أعداد المترشحات يمثّل دليلا واضحا على إصرار المرأة البحرينية على إثبات وجودها وسط مجتمع بعض بيئاته الاجتماعية تقليدية وغير مستعدة بعد لرؤية المرأة نائبا برلمانيا ومدافعا عن مصالح الناس ومشاركة في التشريع والرقابة”.

وتصف زهرة حرم مرشحة الدائرة التاسعة في العاصمة، العكر والمعامير وسترة، وهي أستاذة جامعية وخبيرة مستقلة للمواد التحريرية العربية في مكتب الأمم المتحدة في البحرين، المرأة البحرينية بأنها واعية ومثقفة وأنها تعرف جيدا أن مشاركتها مهمة في الدفع بالبلد نحو المزيد من الانفتاح على المشاركة السياسية وخوض التجارب النوعية بما يصب في خدمة المشروع الإصلاحي. وتقول “إذا كانت حظوظ المرأة في الفوز قليلة فإنها لا تجهل ما وراء عملية الحظوظ من حسابات مناطقية وثقافية وغيرها، لكنها مصرة على بناء النموذج والقدوة اللازمين لمن ستأتي بعدها من مرشحات لاحقات”.

وبدورها قالت سليمة العرادي المرشحة عن الدائرة السابعة في محافظة المحرق “إن المجلس الأعلى للمرأة يحرص على تمكينها في كل المجالات ولا سيما بعد انطلاقة برنامج التمكين السياسي الانتخابي وتحقيق بند من بنود المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسي آل خليفة في ما يتعلق بتمكين المرأة البحرينية ومشاركتها في عملية التطوير”.

وذكّرت العرادي بدور المرأة في تهيئة الأجيال وتنشئتها، معتبرة أنّ مشاركتها السياسية شرط من شروط التنمية وتحقيق الديمقراطية والمساواة بين الجنسين لتطبيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة وتكافؤ الفرص المتاحة مع الرجل على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة، وإزالة كل أشكال التمييز ضد المرأة سواء في القوانين أو في الموروث الثقافي الذكوري، وتمكينها اقتصاديا وإزالة كل العوائق والفجوات التي تحول دون مساواة المرأة مع الرجل.

وترى نادية الملاح، المرشحة للانتخابات النيابية عن الدائرة السادسة من محافظة العاصمة أنه لا يمكن الاستسلام لقلة حظوظ المرأة في الفوز، مشيرة إلى أن الأمر نابع من ثقافة مجتمعية متأصلة في الأذهان على الرغم من كلّ أشكال التطور الحضاري التي طالت المجتمع البحريني، داعية إلى أن تزداد المرأة إصرارا وتكرر محاولاتها في المشاركة إثباتا لثقتها بنفسها في القدرة على المشاركة بصنع القرار.