معين برس | متابعات:

أوضح تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أسباب تفوق أذربيجان أمام أرمينيا في المعارك الدائرة حاليا في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه، والذي يعود بشكل أساسي إلى شح الدعم الروسي لبريفان.

وقالت المجلة الأميركية “إن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قد بالغ في استخدام الخطاب القومي العدائي (ضد أذربيجان) ورفض التفاوض، فيما لم لم يأت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذه”.

وأضافت المجلة أنه رغم كون أرمينيا حليفة روسيا، فإن موسكو لا تقوم بدورها كما يجب، وهذا يعود إلى العلاقة غير الجيدة بين بوتين وباشينيان.

وبينما كان كل من الرئيس الأرميني السابق روبرت كوتشاريان، ورئيس الوزراء السابق، سيرج سركسيان، على علاقة جيدة ببوتين فإن رئيس الوزراء الحالي كان ينتقد اعتماد بلاده الكامل على روسيا، عندما كان في موقع المعارضة.

كما انتقد باشينيان عندما كان معارضا، استغلال روسيا لضعف وعزلة أرمينيا، ونتيجة لهذا لم يكن بوتين متعاطفا مع باشينيان، وهكذا كان الإعلام الروسي أيضا، وفقا لتقرير “فورين بوليسي”.

وقال التقرير إن موسكو لا تزال تحافظ إلى حد ما على التوازن السياسي كرئيس مشارك لمجموعة مينسك، بعد أن امتنعت عن تقديم دعم سياسي وعسكري مفتوح لأرمينيا.

و”مينسك”، هي مجموعة تم إنشاؤها في عام 1992 من أجل حل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم قره باغ، إلا أنها عجزت عن الوصول لحل دائم للصراع.

ولفت التقرير إلى أنه رغم تحالف روسيا مع أرمينيا، فإن موسكو تعتبر أكبر مصدر أسلحة لأذربيجان في نفس الوقت، إلا أنه بينما تشتري يريفان أسلحة موسكو بالأسعار الروسية المحلية، فإن باكو تشتريها بالأسعار العالمية.

ويتوقع التقرير أن تنتظر موسكو لحين تحقق أذربيجان مكاسب إقليمية معينة من أجل إضعاف موقف باشينيان في أرمينيا، ثم تستخدم نفوذها في يريفان من أجل الإطاحة به وتنصيب زعيم أرميني أكثر انصياعا لرغبات روسيا.

وبهذا، ستستطيع موسكو تحقيق عدة أهداف، إذ أنها ستبقي الصراع مشتعلا وبالتالي الاحتفاظ بالنفوذ الروسي في المنطقة، بجانب كسب بعض النقاط مع الجانب الأذربيجاني، التي تتمتع معه بعلاقات جيدة معه بالفعل.

يذكرأن المواجهات العنيفة قد اندلعت منذ 27 سبتمبر بين انفصاليين مدعومين من أرمينيا والقوات الأذربيجانية في الإقليم المتنازع عليه. وعلى رغم الدعوات الدولية لوقف التصعيد، لا تظهر أي مؤشرات على الأرض على إمكانية توقف القتال.

واتهمت يريفان أنقرة بنقل “آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا” للقتال الى جانب قوات أذربيجان.

وأفادت موسكو أن مقاتلين من سوريا وليبيا، حيث نشرت تركيا آلاف المسلحين السوريين خلال الأشهر الماضية، انتقلوا الى القوقاز، بينما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن معلومات لاستخبارات بلاده عن توجه مقاتلين من شمال سوريا الى أذربيجان.

من جهتها، ردّت أذربيجان باتهام يريفان بالاستعانة بـ”مرتزقة” أرمن.